من منّا لا يعرف بلاد الشام ، فهي الأرض المباركة ، وذكرت في أحاديث النبي صل الله عليه وسلم لأهميّتها وموقعها الجغرافي ، وأهميّتها الدينيّة ، تمتد بلاد الشام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط حدود بلاد الرافدين " العراق " . كانت بلاد الشام مرتبطة تاريخياً بكل أجزائها لكن مع دخول الاستعمار وأطماعها ؛ قام في تجزئة بلاد الشام الى المواقع السياسية المعروفة حالياً : كالأردن ، سوريا ، فلسطين ، لبنان . كما أن مناخ بلاد الشام معتدل حار قليلاً في فصل الصيف وبارد في فصل الشتاء . وطبيعة المناخ الذي ساهمت في زيادة الحركة التجارية من عصر الجاهلية الى يومنا الحالي " لإِيلافِ قُرَيْشٍ ، إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ، فليَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ " . سورة قريش .
وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم ان بلاد الشام من اعظم خيرة الله من أرضه ، وحرص أصحابه على بلاد الشام وزيارتها في حديثه ، عن عبد الله بن حوالة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستجدون أجناداً ، جنداً بالشام ، وجنداً بالعراق ، وجندا ًباليمن ، قال عبد الله: فقمت فقلت: خِرْ لي يا رسول الله ! فقال: (عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه ، و ليستق من غدره ، فإن الله عز و جل تكفل لي بالشام و أهله) صحيح مسلم .
وكما أنّ لبلاد الشام صفة عامّة مهمّة ، وبيت المقدس بصفة خاصة لوجود المسجد الأقصى فيه ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال [لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ".
وكما أنه قال رسول الله اذا فسد أهل الشام يكثر الفساد في العالم بأجمعه ، الى أن يصلح أهل الشام قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند وسنن الترمذي (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ) لكن متى ما صلحوا بإذن الله تعالى ستصلح أحوال المسلمين .
ومن مميزات بلاد الشام أن الله عز وجل هو بنفسه يتكفلها برحمته تعالى لقول النبي صل الله عليه وسلم ، (عن زيد بن ثابت رَضِي اللَّه عَنْه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقع إذ قال: طوبى للشام قيل له: ولم ؟ قال: إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم) . الترمذي . كما أن بلاد الشام أرض المحشر والمنشر ، ولأرض الشام خيرة البلاد وتعليمها الخاص ومساجدها الجميلة وتنافس الأسر في الاعتناء بالأيتام ، ( إنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ قَدِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ، فَعُمِدَ بِهَ إِلَى الشَّامِ، أَلاَ وَإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتْ الْفِتنُ بِالشَّام) " أحمد بن عمرو بن العاص .
كما دعا رسول الله صل الله عليه وسلم لبلاد الشام ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :” اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا”. قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ؟ قال : ” اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا”. قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة : ” هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان”.البخاري .
فلنسعى بالرباط في بلاد الشام لأهميتها ولنعمل بوصية رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم .
المقالات المتعلقة بأحاديث الرسول عن الشام